Thursday 20 December 2012

خلص الكلام!


تداهمني رائحة الشتاء.. فأداري قلبي كي لا تمسه نسمة باردة، فتكشف عن سره.

أخاف من الشتاء.. يجردني من قدرتي على المقاومة.. ويتركني في عراء الذكريات
وكأنه حارس الليل الذي يراقبك من بعد، يعرف سرك الذي تجتهد في النهار في مداراته عن عيون البشر.
يفاجأك في الظلام.. مشهرا في وجهك الدليل على فعلتك فلا تملك سوى أن تهرب منه.. تختبيء تحت أغطيتك، ترفع صوت الموسيقى.. تغمض عينيك بقوة، وتحاول أن تنسى....
ظننت أني بلغت عمراً اعرف فيه بدقة ما يمتعني وما يؤذيني، ولم يكن ذلك صحيحاً. افتراضاتنا حيال أنفسنا تتشعب كلما كبرنا حتى يصبح اليقين شائكاً وبعيد المنال.
---
أشعر بأني موشكة على انكسار قريب و سأنزلق قريباً في الشفقة علي الذات. سأكون فيها أنا الكسير وأنا الذي يربت كتف نفسه. مرت بي هذه الحالة الملعونة آلاف المرات وفي كل مرة أدلف إليها من باب مختلف.

نرتكب الأخطاء تباعًا، ثم نجلس بعد ذلك في ركنِ قصي نمارس هوايتنا في لوم ذواتنا!

لا يمكن أن تكون "الكلمات" هي كل ما نستطيع "تقديمه" على الدوام!
حتى وإن كانت الكلمات توصِّل ـ على افتراض أنها تفعل أحيانًا ـ ولكن "كتفة" الإيدين هذه مزعجة أيضًا!
ماذا لو أن هذه الكلمات لا تستطيع أن تؤنس غريبًا في غربته، أو منعزلاً في عزلته، أو هي هناك هكذا أيًا كانت في تلك الحالة التي لا نرتضيها، أو لا نحبها، أو لا نفضلها على الدوام؟!
.
كيف إذًا نكسر الحواجز بغير الكلمات! ونعبر لـ "نحل" مثلاً هذه الأزمات أو تلك!
.
فكَّرت مرات، ماذا لو أرسلت لصانعي المشكلات رسالة مكتوبة بأسلوب أدبي عظيم، شرحت لهم فيها أن هذه المشكلة مشكلة، وغير إنسانية بالمرة، ولا يجب أن يكون الأمر على هذا النحو، ومن فضلك حبذا لو فعلت كذا وكذا .. المخلص فلان!
هل ستحل المشكلة على هذا النحو اليسير؟!!
ما أسهل الكلام؟!
.
ورسالة أخرى لمن هو في المشكلة، أن هوِّن عليك، الأمر يسير، يومًا فيومًا ستعتاد، أو أن القادم ربما يحمل لك في طياته ماهو أفضل، وأملأ الرسالة بعبارات التنمية البشرية، وأن كل ما لا يكسر ظهرك يقويه، ويفعل كذا وكذا .. المخلص فلان!
وما إن يقرأها حتى تشرق له الشمس، ويداعب وجهه القمر ... ويشعر أن الانتصار بدا وشيكًا، وأنها ماهي إلا "بهارات" هذه الحياة المستمرة!
.
في الواقع نحن لا "مشاكل" عندنا إطلاقًا، لا يوجد "مشاكل" حقيقية فعَّالة مؤثرة ذات تتابع وتسلسل، كما يحدث في الأفلام مثلاً! أو مشاكل مصيرية خطيرة كما يحدث أثناء الثورات والاعتقالات والتعذيب مثلاً، ولا مشاكل متعلقة بالأعاصير والزلازل والبراكين مثلاً ..
كل ما نملك أن نفعله في أغلب الأحوال .. أن نمد اليدين .. بشويش ..
سائلين(ياللي إنتا جنبي .. إنتا فين؟)

كنت أؤمن ان الحواجز خلقت من اجل ان نقفز فوقها و ان الجدران بنيت لكي نمر منها ، كنت اعتقد انني خفيm و ان مرورري عبر الجدران لن يترك بي اي خدوش ، و لم الاحظ ان هناك من يمر بعدي ، كنت اظن انني امر دون ان اهدم من الجدار شئ ، و لكن عندما المتني عظامي نظرت للخلف ، كل هذه الجدران لا يعرف احد من هدمها هم يمرون فقط ، اردت ان اعتذر للجدران و لكنها رفضت ، نظرت للحواجز التي كنت اقفز من فوقها وجدت الاخرون يعبرون من اسفلها ، كنت اظن انها كلما ارتفعت كلما علت قيمة القفزة.

أنا محبطة ! أنا  لا شئ !


No comments:

Post a Comment