Wednesday 28 November 2012

خواطر !


تمر الأيام لتطوي بين ضلوعها آمالي و أحلامي !! مضى كثير من الوقت و أنا سجينة نفسي ..تأمرني بما تشاء فلا استطيع لها عصياناٌ ..تجرفني الى شاطئ الضياع و تعمي بصيرتي عما دون أفق الحطام !

خيبت آمالاٌ علقت علي حتى ضقت ذرعا بحالي وبت لا أملك الا رثاءٌ لها ! و لكن الى متى ؟ الى متى سوف أظل أتنازل لتلك النفس عن لذة السجود بين يدي الكريم -سبحانه و تعالى- الى متى سوف أظل سلبية تاركةٌ لها حياتي تحولها رماداٌ و تنثرها امام ناظري !
صعب أن ترى حياتك تدمر و أنت مكتوف و لكن بخيطٍ ضعيف لا يحتاج الا قليلا من عزيمةٍ لقطعه ....و من أين لي بعزيمة و أنا قد ضيعت ما كان حلوا و ما كنت لأعيش لأجله ! هل من بصيص أمل يعيد إلي ما قد كان , ام أني ضيعت فرصتي الآن و الى الأبد؟!
بعد طول تفكير وجدت أن كلامي لم يحرك في قلبي ساكناٌ و أيقنت أن قلبي قد تيبس و لم يعد ذلك الرقيق الذي أعرفه ! فعزمت ان أرجعه لخالقه و هرعت الى كتاب الله أستنجد به و كلي يقين أن مرادي فيه , فلم أعهده خذلني قبلاٌ وهو كلام الله في سمواته على عرشه !

(قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) 
لا تقنطوا من رحمة الله !
رحمة الله وسعت كل شيء!
الغفور الرحيم ! 
:") 
أظن أن لي فرصة أخرى !  قال عز وجل (قد جعل الله لكل شيء قدرا..) و ( كل شيء خلقناه بقدر ) !
الآن ايها القلب , أكفاك ذلك لترق أم أن نفسي تربعت فيك فما عدت تسمع لكتاب الله ! 
*أكملت قراءتي * حتى تذكرت أني في جنح الليل و أن الله في سمائنا الدنيا فما بالي بركعتين أزيح بهما همي و أنوب لبارئي ! 
سجدة طوييلة تعيد ميلادك من جديد ! أين كانت تلك ؟! 
هموم تزاح و هموم تأتي ..نفوس تقبل و نفوس تدبر و هذه حياة بقاء حالها من محالها المهم فيها أن تظل مضغتاك على الفطرة , تعلمان أن لهما رباٌ "رحيماٌ" "غفوراٌ" "صبوراٌ" متى  زلّتا !
و من المهم أن لا تقبل بصف حياة .....
فكما كتب جبران خليل جبران :

 النصف !!!!
هو حياة لم تعشها ، وهو كلمة لم تقلها ، وهو ابتسامة أجّلتها ، وهو حب لم تصل إليه ، وهو صداقة لم تعرفها ..

النصف !!!!
هو أن تصل وأن لاتصل ، أن تعمل وأن لا تعمل ، أن تغيب وأن تحضر ..

النصف !!!!
هو أنت ، عندما لا تكون أنت ..
 لأنك لم تعرف من أنت .

نصف شربة لن تروي ظمأك ،
ونصف وجبة لن تشبع جوعك ،
نصف طريق لن يوصلك إلى أي مكان ،
ونصف فكرة لن تعطي لك نتيجة ..

النصف!!!
هو لحظة عجزك وأنت لست بعاجز ..
لأنك لست نصف إنسان !!
أنت إنسان ..
وجدت كي تعيش الحياة .. وليس كي تعيش نصف حياة
*********************************************
****************************************
عش كل لحظة في حياتك كأنها آخر لحظة
عش بالأمل
عش بالأيمان
عش بالحب
عش بالكفاح
عش بالارادة
عش بطاعة الله
و قدر قيمة الحياة !
                 
                       ل(د.إبراهيم الفقي ) رحمه الله 
:) 







Saturday 17 November 2012

و هكذا تنتهي القصة يا طفلتي !





وهكذا تنتهى القصة يا طفلتى .. 
تنتهى من حيث لا تدرين أنت نفسك .. فنحن فى بلاد العجائب .. حيث أليس تقع فى جحر الأرنب .. ولا تعرف أن جحر الأرنب أعمق مما يتصور أى إنسان ..
ستقعين أيضاً .. الفارق أن أليس ستنجو وستعود .. أما أنت فلن تعودى أبداً ... لن تعودى لأمك التى سيصلها الآن خبر دماءك التى سالت .. وسيصل لصديقة أمك أن أطفالها كلهم ماتوا .. كلهم .. سيدخل الداعى السعيد الآن ليخبرها فى أسى روتينى أن " أولادك يا حجة ماتوا .. التلاتة " .. ستجن المرأة طبعاً .. وستتسائل فى ذهول " التلاتة .. مفيش ولا واحد طلع من الحادثة سليم ؟! .. التلاتة ؟! " ..
لا تحاولى أن تتخيلى الموقف .. لن يمكنك ذلك أبداً ...

هكذا سيمر الأمر يا صغيرتى .. سيقال مسئول وسيعين مسئول .. يحيا الملك .. يموت الملك ... ثمنك فى سوق نخاسة الدولة الحديثة أربعة آلاف جنيه .. 4000 فقط .. يحيا الملك .. يموت الملك .. سيشكلون لجنة تقصى من خيرة الأبطال الخارقين على الأرض وستأتى بحقك يا صغيرتى .. يحيا الملك .. يموت الملك .. ستنحر النخبة فى بعضها البعض .. الرئيس جيد ومعذور .. الرئيس سئ .. يحيا الملك .. يموت الملك .. سيتاجر الإعلام بروحك الطاهرة النقية الليلة وكل ليلة .. يحيا الملك .. يموت الملك .. حتى تأتى حادثة أخرى وروح أخرى طازجة أكثر من روحك .. يحيا الملك .. يموت الملك ..

هكذا سيمر الأمر يا صغيرتى .. سيكتب أحدهم مثلى كلمات عنك .. وسيذهب الأغلب لرؤية المباراة الليلة .. هناك مباراة الليلة يا صغيرتى .. وهى أهم منك ألف مرة .. يحيا الملك .. يموت الملك .. سيكون هناك التراشق المعتاد يا حبيبتى .. مبرراتية وثوريين .. إسلاميين وليبراليين .. يحيا الملك .. يموت الملك .. سنغير صوراً وأغطية وسنستنكر بقسوة وشدة وسندين .. لأن الملك لا يموت فى بلادنا .. فى أنفسنا ... لا يموت أبداً .

لــ هيثم محمد قطب