Sunday 30 December 2012

رثاءً للأندلس!


عاحل : تبقى يومين فقط وتدخل الأندلس بنكبتها الـ521ـ، تذكّر أن اسبانيا تحتفل سنوياً منذ قرون بطرد المسلمين وخيانة آخر معاهدة صيغت معهم في غرناطة عام 1492، تذكّر جيداً أن هذه المعاهدة كانت تكفل كل حقوق المسلمين لكن الغدر القشتالي حيث أنتهجت أشنع الجرائم الإنسانية في إبادة شاملة لأمة كاملة بطشت حضارتها، تذكّر جيداً أن رفض الإحتفال بالجريمة هو أقل الواجب، تذكّر وأنت تكتب عن الأندلس يوم نكتبها أنك لست وحيداً، فكبار المثقفين العالميين المرتبطين بالأندلس رفضوا الجريمة، أهمهم العملاق شكسبير اسبانيا خوان غوتسلو وكذلك الأديب العالمي أنطونيو غالا والمفكر العبقري روجيه غارودي والأديب أمين يعلوف والشاعر لويس غارثيا مونتيرو بالإضافة لأحزاب يسارية وجمع كبير من المثقفين .. لا للإحتفال بسقوط الأندلس بحقّ الهوية الأندلسيّة والدين المضيع والأمة المبادة الشهيدة !                                                                                                                          

مما قرأت / والعصر! لحمزة نمرة .


وما الجديد فى هذه الدنيا التعيسة، وفى كل يوم يفصح الإنسان عن مزيد من الخسة والنذالة واللاإنسانية؟ منذ أن كانت الإنسانية كلها تتمثل فى شقيقين، وجد قابيل مبرره الذى يريح به ضميره ليقتل أخاه وهو نائم! نصف البشرية يقتل نصفها الآخر بمنتهى الوحشية!

وما الجديد؟ والدنيا كما هى، تدور بنفس الطريقة، لكن فى دوائر أوسع الآن، ربما أصبح الإنسان فيها أكثر علماً، وأفصح لساناً وأرقى أناقة.. لكن يظل طبعه الخسيس يجرى فى عروقه.. يظل تبرير الظلم واللامبالاة فى إزهاق الأرواح باقياً فى نفوس أغلب بنى الإنسان.. والتاريخ حافل بالمجازر والمذابح التى أفنت مئات الألوف من الأبرياء، للأسف لم تكن بأيدى كائنات فضائية منزوعة الرحمة، بل كانت بأيدى بشر مثلهم ربما كانوا من أبناء جلدتهم، بينهم العيش والملح والدم..

وما أكثر الفظائع التى ارتكبت على ظهر هذه الأرض باسم الدين والرب.. باسم الخلافة والصليب والتوراة.. السلام والديمقراطية والعدالة.. كلها مسميات يحاول بها قابيل هذا العصر إسباغ صفة النبل والسمو على أفعاله المشينة.. لكن قابيل هذا العصر يتفوق على أسلافه فى الدناءة، قابيل الأب تعذبه خطيئته بعد ارتكابها فيبحث كيف يوارى سوأة أخيه والندم يعصر قلبه.. أما قابيل الابن فحتى لم يكترث بغسل عاره، بل نام مستريح الضمير مبرراً قعوده وإهماله وسرقته وقتله.

ولننظر ما يحدث فى سوريا، وسط سكوت ولا مبالاة القريب قبل الغريب.. فما أشبه ليلة سوريا ببارحة البوسنة!

وانظروا أحوال فلسطين، ودققوا النظر فى غزة المكلومة، أليس ما يمارسه اليهود الصهاينة هناك من جرائم سفك الدماء واحتلال الأراضى وتشريد الأبرياء، هى الجرائم ذاتها التى ارتُكِبت فى حقهم فى بولندا وألمانيا واليونان وصربيا؟! مظلوم الأمس هو ظالم اليوم! يرتكب نفس الفظائع ويردد نفس التبريرات، فيالسفالتك يا قابيل هذا العصر.

إن اتباع الحق أصبح فى هذا الزمان أصعب من المشى على الجمر والشوك وكسر الزجاج.. فى عالم تحكمه الأهواء والنفوس المريضة.. الكل فيه منشغل بذاته ولذّاته، الكل لا يبالى أين الحق وأين الباطل، فى مثل هذا العالم من يقول كلمة الحق فإنه يقف ضد تيار جارف من الكذب والتضليل والنفاق.. فلا عجب أن يكون هناك يوم آخر، يوم تتساقط الأقنعة وتتهاوى الحجج والمبررات، ويقف الناس أخيراً بأفئدتهم ونواياهم الحقيقية عرايا من كل زيف أمام مالك الملك، ليقول فيهم قول الحق.

ومن قال إن التاريخ الإنسانى دائم التقدم للأفضل؟ هذه أكبر كذبة فى التاريخ، الحقيقة أن التاريخ الإنسانى فى انحطاط مستمر، لا تنخدع بمظاهر التقدم العلمى والاقتصادى؛ فهى مجرد زينة تخفى وراءها وجهاً بشعاً لكائن معدوم الإنسانية.. صحيح أن التاريخ قد تخللته فى الماضى ومضات ربانية تفيق الإنسان من غفلته لبعض الوقت.. . لكن أما وقد مضى زمن الأنبياء، فلم يبق هنا إلا السفهاء.. صدقت يا ربى حين قلت: «وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ».

Friday 28 December 2012

أنا و الشتاء 3>


أظن أننى سأكون الأخيره على وجه الأرض التى ترتدى الملابس الشتويه الثقيله ... هذا ان فعلتها من الأساس !
يتعجب منى أصدقائى ... بشده ! ... " احنا فى ديسمبر ... طب هتشتى امتى ؟!! " ... يسألوننى إن كنت لا أشعر بالبرد ...
فأجيبهم : " متلجه ! " ... مع ابتسامه كبيره جدا ... جدا ! :)

فى الواقع أعشق البرد ... يشعرنى بالحياه ... بطريقه ما لا أشعر اننى على قيد الحياه حقا إلا فى هذا الفصل ... يغمرنى البرد بأحاسيس دافئه !
يصيبنى الشتاء بنوبات حنين مفاجئه الى ملايين من الأشياء المتداخله التى لا أذكر أيا منها !!!

فى الصباحات الشتويه يغدو كل شئ رائقا و شفيفا ... يكتسى كل شئ بالشجن ... لمفردات الشتاء مذاق خاص ...
فى الشتاء فقط أشعر أننى خفيفه جدا حين أسير ... أطير ... يمس الهواء البارد وجهى بحنان من يطبع على جبينى قبله صباحيه ...
تستقبلنى الرياح بحضن غامر أشعر بعده بالدفء يغمرنى !

و للمطر قصص أخرى !
عدت من جديد لإنتظار المطر ... و الليالى الممطره ... و الفجر الذى يصاحبه رائحه الأرض بعد أن ارتوت ...

يأسرنى مشهد قطرات المطر و هى تتقافز على الأرض بجوارى بينما أسير ... متعمده البطء كى لا يفوتنى الكثير ... كى أتشبع منها قدر استطاعتى ... أبتسم لرؤيه البشر يندفعون فى كل الأرجاء اختباءأُ من قطرات المطر ... غير مدركين ما يفوتهم من السحر !

ذات مره كنت أحمل كتابا أقرأ فيه و أنا عائده إلى البيت ... و هطل المطر ... انشغلت بالسير تحت القطرات البلوريه و نسيت أن أغلق الكتاب حتى ابتلت أوراقه تماما ... و إلى يومنا هذا لا تزال تلك الأوراق منتفخه و متعرجه السطح بفعل المطر ...
لكنه قد أصبح من كتبى المفضله ... أعود إليه كلما أحببت أن أسترجع ذكرى يوم ممطر !

لى صديقه تحب السير تحت المطر ... أسعد أيامنا عندما تمطر و نحن بالخارج ... نسير فى الطرقات تحت القطرات البلوريه لا نعير اهتماما لمرور الوقت ... و تعود كلا مناّ إلى منزلها بروح جديده منتعشه ... تخرج ضحكاتنا صافيه و صادقه حقا ... نقيه بفعل المطر ... البرد و المطر ينقيان كل الأشياء ... الروح و الضحكات و الكلمات المتدافعه بتلقائيه ... الصخب و المفردات و تفاصيل البشر ... يغدو العالم نقيا بعد المطر !

و حين تندس فى فراشك فى نهايه يوم ممطر... وقتها فقط تستشعر طعم الدفء الحقيقى !

أنا أؤمن بأن الدفء ما هو إلا دفء روحىّ ... ينبعث من الداخل ... حين يتملك البرد روحك سيبرد جسدك ... أما حين تمتلأ روحك بالدفأ سيفيض جسدك بالحياه ... لا علاقة للأمر بحالة الطقس ... البرد يمثل لى الوحدة أو الوحشة ... لكنه لا يرتبط أبدا بالرياح أو المطر ... فيما يخصنى تلك مفردات تدعو على الدفء !

عندما تتملكنى رجفه البرد أشعر بأن روحى تتحرر بشكل ما ... تسمو ... تطفو إلى الأعلى لتلقى علىّ نظره دافئه من علّ ! ...
تراقب العالم و هو يموج من حولى بالحركه ... و أنا بدورى أنغمس و أتلاشى بداخله ...

هى حاله توحد مع البرد ... كأن تتعدى مجرد كونك تشعر بالبرد إلى كونك تعريفا للبرد فى حد ذاتك !
أن يبرد جسدك إلى حد أن تتوحد مع البروده فتبدأ فى الاستمتاع بها بدلا من الارتجاف المتواصل ... أن تنتشى بالصقيع !

لا تحاول البحث عن الدفء فى الملابس الثقيله ... لأنك لن تفلح ... سيتسرب إليك الصقيع رغم كل شئ ... ابحث عنه فى كل ذاك الشجن الذى يحيط بك ...
فى تلألأ قطرات المطر و البخار المتصاعد من الضحكات المتناثره ... سيتسرب إليك حتما ان تشبعت بكل تلك التفاصيل ... سيتمحور حولك ... تغدو مصدرا له ...
فى تلك اللحظات المتفرده القابعه خارج إيقاع الزمن ... فى يوم حافل بالمطر و حافل بالفرح أيضا !

Thursday 27 December 2012

........#.......


لو عايز تحسن ذاكرتك ومذاكرتك اسمع
شوية حاجات دي فيها الخلاصة باذن الله :ـ


#التنظيم:

مهم جدا قبل ما تذاكر , ترتب الورق و المذكّرات و الكتب بتاعتك.. كل مادة لوحدها و كل جزء لوحده.. عشان تعرف بالضبط (حجم) كل مادة..عشان تعرف بالضبط فاضل لك إيه و ذاكرت ايه فتقدر تعرف هاتذاكرها في وقت أد إيه.
التنظيم نص المذاكرة.. لأن الورق لو كله على بعضه , مش هاتعرف تذاكر و هاتيأس و تسيب المذاكرة و تقوم..لأنك مش عارف راسك من رجليك.. خليك فاكر : التنظيم نص المذاكرة.

#الألحان :

لو فيه معلومة معصلجة مع سيادتك و مش عارف تحفظها, غنيها !
أيوه .. لو حاولت تفتكر كلمات أغنية .. مش هاتعرف تفتكرها إلا لو افتكرت اللحن, ساعتها هايبقى سهل تفتكر الكلام ..
الألحان بتخلي الحفظ أسهل.. مش ملاحظ إن بتوع الإعلانات بيحطوا اسم المنتج في أغنية ؟
عرفت ليه ؟
عشان الناس تحفظها !!

مثال :
إعلانات أرقام الانترنت .. أكمل الأغنية : 0777(و بعدين ؟)

#بلاش لخبطة:

أي عمل غير منته في حياتك , ممكن يخلي بالك مشغول..
فضي نفسك للمذاكرة و بلاش تخلي بالك مشغول في 5638 حاجة !

#الضحك :

الحاجات المضحكة عمرها ما بتتنسي..
لو فيه معلومة معصلجة معاك حطها في نكتة او بص لها كإن دمها خفيف ..
اخترع النكت و اسخر من المنهج اللي بتحفظة هاتلاقي نفسك بتحبه و عارف تذاكره..

مثال :

كنا بندرس عن عالم كبير اسمه (مالبيجي) و كان اسمه رخم و مش عارف احفظة.. أول ما تخيلت انه اسمه (مليجي) بس خواجة.. لقيت العملية سهلة الحفظ !

#الأكل:

لازم تهتم بالأكل , و خصوصا الأكلات إلي ممكن تحسن أداء الذاكرة.. مثل :
التمر- اللوز- الحليب- التفاح –العنب الغامق- و كل مشروبات الصويا..
و كمان العسل و شاي الجنزبيل و عصير الجزر محفزات رائعة للذاكرة...
و تجنب الكحول و المخدرات طبعا, لأنها بتضيع الذاكرة !!!

#النوم:

فيه بعض الأبحاث بتقول إن النوم هو مرحلة بيقوم فيها العقل بتثبيت المعلومات إللي خدناها طول اليوم .. يعني يفضل سيادتك تنام بعد المذاكرة شوية بدل ما تفضل سهران الليل بطوله و انت مش مركز و قاعد تذاكر برضه !
الراحة مهمة و لازم تذاكر و انت مركز , و تنال قسط مناسب من النوم.. بس إوعى يبقى النوم هي و سيلتك المفضلة للهرب من المذاكرة ... انا باقول نام لك شوية بعد ما تذاكر مذاكرة كتيرة..


#اهتم:

من المهم أن تكون مهتما بما تقرأ.. يعني حاسس انك عايز تعرف المعلومة دي فعلا و عايز تستفيد منها..خليك حاسس بالفضول نحو الموضوع عشان تلاقيه مسلي.. و حط دماغك في الموضوع ..

#قرر:

قرر إنك هاتحفظ المنهج بنسبة 100% مهما كلفك الأمر , و ذاكر بهذه العقلية و انت مصمم إن : يا انا يا الأمتحان بقى !
سبب رئيسي بيخلينا مش عارفين نحفظ , و هو اعتقادنا الداخلي ان ذاكرتنا ضعيفة !
لو آمنت ان ذاكرتك قوية و قلت كده لنفسك , و قررت إنك هاتحفظ و تستوعب المنهج كله بأقل تفاصيله, هاتترسخ جواك الفكرة دي .

#خليك إيجابي:

حط خطوط تحت الكلام المهم , لخص النقاط المهمة , سمع لنفسك , ..... اعمل حاجات ملموسة تحس منها إنك ماشي في الطريق الصحيح و مش سلبي.

#ركز في التفاصيل:

اعتبر كل معلومة صغيرة مهمة .. و اعتبر انك هاتحكي كل التفاصيل دي لواحد صاحبك بكرة و انتم خارجين مع بعض.. اعتبر إن فيه ناس صحابك عايزين يعرفوا التفاصيل دي و انك هاتحكيهالهم بكرة..
و خلي بالك ..
ادي نفسك فرصة انك تنسى شوية .. كل ما تذاكر كتير, هاتنسى حاجات مش مؤثرة قوي..
لكن لو مذاكر قليل, لو نسيت معلومة واحدة هاتروح في أبو نكلة !

#اتكلم بصوت عالي :

بكده حواس كتير هاتشتغل على المعلومة دي .. اشرح المعلومة دي لحد , أو اكتبها و اقراها تاني .. ماتبقاش بس مستقبل سلبي للمعلومة, طلعها من جواك برضه -بأي طريقة- عشان ترسخ المعلومة أكتر.

#المراجعة :

بعد كل ده .. راجع يا باشا !
و ابقى قابلني لو سؤال وقف قدام سيادتك.

مع تمنياتنا لكم بالنجاح و التوفيق يا شباب...

ذاكروا كويس بقى و ربنا معانا كلنا

صح ولا اييه ؟!!



بفكر أحط صورتي ع الفيس ( وأنا بنت قمراية كدة ^_^)

ومحدش يقولي ممكن الصورة تتركب

ما انا هعمل حسابي وهخليها برايفت وهشوش عليه تشويش خفيف

ومحدش يقولي الناس هيقولوا

اصلي مبيهمنيش كلام حد مدام بعمل اللي مقتنعة بيه

بس ثواني ستووووووووووووووووووووووووووب كدة :

انتي هتحطيها ليه ؟

_عشان اصحابك يشوفوكي

طب ما نتو زهقانين من خلق بعض كل يوم

ولا عشان الناس يقولوا عليكي بنت قمر

طب ما انتي عارفة انك قمر

ولا عشان الشباب يتفرجوا عليكي ويتغزلوا في جمالك !

الصراحة بتضايق صح ؟

طب انتي هتحطي صورتك ستايل زي ما بتقولي
هتستفيدي ايه ؟

اذا كانت الحاجة الحلوة قيمتها في ندرتها
اذا كان ربنا عشان بيحبك امرك بالحجاب عشان الستر

طب حاجة تانية
في يوم من الأيام الاكونت ده هيبقي أوف لاين وانتي هتبقي في عرض حسنة

لما تبقي حاطة صورتك ع النت وكل واحد يدخل يتامل فيها (وخاصة لو كانت قمر زيك ) هتاخدي بيها سيئات

طبعا يا قطة هتاخدي سيئات علي كل نظرة حرام من شاب اجنبي أو أي شاب لأن مش كل الشباب تفكيرها زي بعض

من الاخر خليكي واعية
ولو مش عارفة تستفيدي من الفيس بلاش تضرري نفسك بيه "
;)

Friday 21 December 2012

اعتراف !


كيف أمتلك القدرة على كل هذا الخوف ؟!
كيف أنجح في تخبئته إلا من نفسي ،، و أترك له سعة تامة في الخفاء ليتكاثر فيها أكثر و أكثر فينمو حتى يغلبني ،، يبعدني عني تماما !و يزيحني خارجي فأجدني طريدة .. أبحث عن مأوى فأجد ،، لا أصدق أنني أجد بعد بحث أرهقني بحق !! فأحلم بالنوم كأشهى ما يكون .. ذاك الذي يلي إنهاكا تاما و يحجبك عن الكون بمجرد غمض العين .. أجدني زائرة هنا و لا يصح نومي برغم النعاس الذي يقتلني .. أنظر بوَلَه و ترجّي ،، أستبقي نفسي للنوم واقفة حتى ! أفعل أي شي ممكن ؟؟ .. و لا أمل !

أنتزع نفسي انتزاعا من المأوى إلى الخواء الموحش بالخارج .. أشعر بشيء من السفه ،، كيف أفعل هذا بنفسي مهما كان الأمر؟؟ و كم ستصمد أوصالي المرتعشة بي واقفة هكذا .. أمثل الحياة و لا أحياها .... هراء ،، هراء حقيقي !

أشعر برغبة في الذوبان الهادئ التــام .. أسلم على أحدهم ،، يعانقني فأنسال من بين أصابعه بيسر و كأنه عانق الماء.. و كأنني عنقود فاكهة أحمر تعانقه فيمنحك عصير التوت ،، يمنحك نفسه خالصة ثم يختفي ،، ببساطة ..

....

ليس عليّ أن أحدث كل هذه الجلبة ،، أنا أعلم ذلك ..
علي أن أهدأ فقط .. أن أستنشق الهواء ملئ صدري و أكتب من جديد ..
او لا أكتب ! من يكترث .....

Thursday 20 December 2012

رحلة البحث عني !


لحظات الوداع الأخيرة ، قليلاً ما تتسم عندي بملامح البكاء أو النحيب على الفراق ، ولكن بعد مضيّ وقت من ذاك المشهد أجد نفسي غارقة في عبرات ذكراهم وأصوات ضحكاتهم واجتماعاتهم وتسامرهم إلى الفجر ، ولكن آية هذه الحياة الفراق لنبحث يوماً عن أنفسنا في رحلة طويلة ، ما آن لها يوم أن تكتمل ، بل حان لنا أن نبدأ أولى خطواتها في سفينة مسجاة بالآمال المترقبة ، والأحلام المفعمة بالأمل ، حقيقة ليس لهذا الكلام العابر طريقاً لوصفها فهي تبدو لي ولكم أكبر من كونها كلمات في سطور ، بل هي حياة تعيش فينا أكثر من كوننا نعيش فيها ، وحينها نربت على أكتاف الماضي لتوديعه بكل أمل فيما هو آت غداً ، والصبح قريب..

لحظات وترسو السفينة ، في أولى محطاتها ، ولعلها لن تكون الأخيرة ، فالحياة وإن صغرت في عين رائيها فمحطاتها لا تنتهي ، ومحطتنا الأولى ليست بعيدة عن متناولنا كثيراً وآن الآوان أن نراها أو أن نستشعر وجودها في حياتنا ، بل لعلنا لمسنا خيوط عبيرها واستنشقتها أنفاسنا الضئيلة ، تلك التي لا نراها إلا في الأحلام ولعلها لا تأتي إلا إذا أحبكنا قصتها في خيالنا الغض ، ليست رؤى مبهمة بل هي واضحة جداً مرآى العين للجميع ، حين يستشعرها القلب وتتحرك لها الأحاسيس المذعنة بالخضوع ، ولكن ما تلبث إلا أن يبكي العقل رثاء لها ويأبى لها أن تستمر ..!

لعلها لم تستمع رويداً لحديث العقل ساعة فندمت ساعات كثيرة ، لم تعلم أن الحياة تدبير شؤونها هو العقل لا القلب ، ولم تكن المشاعر هي أعمدة ذاك البيت الصغير الذي تحلم به مع من كان لقلبها ساكنا وأنيسا ..

لا تعلم كم لتلك اللحظات السعيدة من جروح غائضة تتألم منها إلى ساعتها هذه، لعلهم لم يحسبوا مع حسابات الأيام والشهور والسنين حساب أيامها هذه ، فلا العقل يدري ما بها ، ولا الأيام تشفى عليلها ، ولا الضحك ولا البكاء ينسيها ما كان يوماً لها ، لعلها لم ترد إلا أن تكون كغيرها ممن اقتصر مرآها عليهم ، ولم تدرك ما للجانب الآخر من جمال ، لا ترى إلا من عقب الباب ، من ذاك المكان الضيق وتلك الفتحة المبهمة التي نستشف منها القليل القليل من الضوء العابر ، وبصيص رسمناه في لوحتنا الوهمية ، لعله يشف عليل فؤادها ، بل لعله ذات يوم يكون تلك الشمس التي تشرق لها حياتها..

"وحين ساعة الانتظار ، وحين تدق الأجراس وتعلن سعادة من كانت هي مكاني هنا تنتظر ، أرفع راحتيّ للسماء وأدعو بصوت عال "الأمل قريب" ، ولكن.. لقد غاب عني أن تلك التي كانت هنا .. لم تكن هنا ! فكيف لي أن أكون هناك مكانها " غيبتْ عقلها ولم تستمع إلا لوحي خيالها وحنين فؤادها لعالمها الورديّ ، لم تحسب حساب أيامها هذه ، ولم تعد العدة لها ، ووقفت تتسمر في مكانها والبسمة ملئ ثغرها ، لعل الشمس تخطئ وتمر من هنا يوما ..!!

لم تدرك… لا ،، دعنا من حكاية الإدراك الآن ، فما كانت تخفيه كان أعظم من أن يدركه الإدراك يوماً ، ذلك بأنها نسيت أو –تناست – من تكون ، لم يكن للآخرين وازع لديها ، ولكنها لم تعلم أن الواقع الذي ينسج خيوطه حولها يجبرها أن تراعي من مدّ يديه يوماً لها وترك مكانه الأثر الجميل قبل أن يغدوا في الغدو والرواح.

لم ترى سوى ما تهيأ لها من أحلام زائفة ورؤىً مبهمة ، فلم يعد ذاك الجميل جميلاً ، ولم يعد ذاك الصديق صديقا، ولا ذاك الحبيب حبيبها ، فقد اختارت لها طريقاً لا تعلم هي ملامحه ولا لأين مرساه، لم تنصت لتخضع لهمس العقل الذي ما كاد يلفظ أنفاسه بعد أن أخمدتها بلهيب عصيانها وجمودها على قوانين الواقع ،إلا أن تقيده بالأغلال والقيود، و تمضي الساعات الأخرى دون جدوى.

أتنتهي رحلتها هنا أم أن الطريق مازال على أشراف بدايته ، ولكل حدث حديث ،ولكل مبتغى طريقة له ، ولكنها لم تحسن اختياره ولم تحسب بدايته لنهايته ، ولم تتوقع نتائجه و عواقبه ، ولكنها استمرت في المضي قدماً دون أن تراقب عيون من لم تغفل أعينهم عنها يوما.

ما لبثت إلا أن بدأت تنسج القصص الكاذبة لتكتم بها الأفواه الجائعة ، وترتقب بلوج "الوهم" في عينيها ، وليس لبلوغها من شيء سوى تلك القشة التي ما آن لها أن تقصم ظهر الأوهام ، التي ستعبر بها إلى ما كانت هي له ، وما كانت لتكون فيه ، وأين هي من موضع قدميها الآن.. لتنتهي محطتنا هنا .

ولكن لم نعلم ما هي نهايتها ؟

فهل لا بد من أن ننهي كل ما بدأناه ؟

حينها أدركت أن ما من بلوغ لما تريد ، "ومازالت لا تدرك لماذا لم تستطع أن تصل كغيرها" ، فبدأت تخيط ملامح النهاية دون أن تدفع الثمن لها ، فقد سرقت كل ما تحتاجه لتنهي قصتها ، سرقته ممن لعب دور الضحية في قصتنا ، سرقت أغراضاً كثيرة ، سرقت نومه وهناه وسرقت سعادته وابتسامته ، سرقت أغلى ما يملك ، سرقت قلبه..!

آن الأوان لها أن تصعد على متن تلك السفينة بعد محاولة فاشلة لم تدرك قيمها حتى الآن..! لعلها يوماً تجد من تكون…

صاب بإحباط شديد في محاولة جادة منها للتغيير – الأفضل فقط- ولكن لا جدوى ما دام أن اختيار شخوص حكايتها لم يكن موفقاً حينها إلا بعد فوات الأوان.

هنا أتيت لأروي قصة الرحلة الثانية تلك التي تحمل في طياتها معالم الازدواج ، في كل شيء حتى في " النفوس"..! أتلك كانت نفوساً مريضة ، أم أن التعامل معهم بمبدأ الإخلاص والنية الحسنة ، ليس مسراهم، كيف ذلك؟! وهل يمكن علاج النار بالوقود !


تلك الوجوه المريضة ، كانت لا تحمل الحب في حقيبتها ، لا تحمل سوى قناع الازدواج المبهم ، تراهم وتجزم أنهم هكذا ، ولكنها تعزم على تغييرهم للأفضل لعل الخير يلج بناظريها .. ولعل العِلة على راحتيها تزول ، ولكن هيهات ، فما كل الرّجا ملموسُ ..!

محطة أخرى وقصة أخرى ، ورغبة عارمة في معرفة المجهول وكشف المستور ، وفضول قاتل لمعرفة ما تكنوه تلك المتعجرفة – حسب ما وصفوها- وراء قلبها الطاهر ، لماذا لا تسير مراكبها كما نسير نحن ؟! وإدراك تام بأنهم على الخطأ وهي الصواب كله ، ولكنها محاولة فاشلة لمواراة الحقيقة خلف قناع الحب المزعوم .!


فتحت لهم باباها حين آلامه ضربهم فيه من خلفه، وأصواتهم المتداخلة ، ولكنها أدخلتهم الفؤاد – على أعتابه- ،لأنها لم تتعود أبداً أن ترد سائلاً لها ، كانت حذرة منذ البداية أن لا ينتزعوا منها دليلاً عن مكنونها إلا ما تريده هي أن يكون لهم و (فقط) ، لعلها بذلك تستطيع أن تغير تلك النفوس – لم تدرك إلى لحظتها هذه أن تلك هي النفوس المريضة- تلك التي كانت تقرأ عنهم في الكتب ولكنها لم تتلمس وجودهم في الواقع .

رغبة و إرادة وعمل مستمر في محو تلك الضغائن وتغيّير تلك النفوس ، فما كان لها أن يدرج اسمها تحت لائحة “هم العدو” في حرب باردة ، لم يكن لها يد فيها ،حتى وجدت نفسها بقوة من الواقع –فلا خيار هنا سوى المواجهة – ودخول المضمار ، ولكنها مازالت بعيدة جداً عن خط البداية ، ولازالت تسعى إلى " الصلح".

لم تنتهي محطتها الثانية بسهولة ، لقد تطاولت عليها ألسنتهم وعقولهم و حماقتهم في كثير من الأحيان ، وفي محاولة فاشلة للإدلاء بشهادات كاذبة بما يدور وراء ظهرها ، لم يدركوا تماما أنها تدرك وتعي جميع الأطراف: المتلون منهم ، والقائد ، والمنتظر خلف الأسوار في قصتنا هذه ..

الغاية :فيها من الواقع الشيء القليل ، ولكن الذكرى الذي تحمله بين طياتها دفنته في التراب بل وترحمت عليه بقلب سؤود ، لم تهتم يوماً للترهات التي كانت تنسج حوله وسعت أن تتخلص منه بكل السبل ، رغم وعثاء السفر وشقاء المنظر وحنين للمنتظر ، لم تستلم يوماً ، فما أرادوا أن يصلوا إليه يوماً ونصبوا الشِرك حوله لم تتناوله أيديهم ولم تنعم به أسماعهم بل ولن ..!

كلمات متقطعه ، وحديث ثائر في آخر محاورة لها معهم ، في محاولة جادة لآخر رمق في التغيير ، لا أخفي أنها ساذجة بنيتها هذه ..! إن كانت تعلم منذ البداية فلما المحاولة في كثير من المرات ..ولم الاستمرار في مزاولة المشاعر..! ، الجواب هنا بسيط ،رغم ندمها على استمرارها بسماعهم والرد عليهم يما يرضي ضميرها وأخلاقها فهي سعيدة جداً أن تعامل الناس بأخلاقها لا بأخلاقهم ، وإن لم تجني شيئاً وإن لم تسمع شكراً ، ولكنها أيضاً لم تستمر في التمرغ في الوحل كثيرا ، فلكل حرب نهاية –و غداً سنعلم من المنتصر – ، وقد سطرت خطوط نهايتها قبل أن تتأذى مشاعرها أكثر ..الأجمل هنا أنها أدركت أن النفوس المريضة ، لا يمكن تجريدها من الضغينة ، حيث يستحيل أن تعيش ملاكاً بين البشر مهما كانت نواياك "حسنة" .

وإلى هنا نسدل الستار عن ذكريات حفرت على شواطئ مرسانا ، ننهل منها العبر ، لتكون عبرة لمن اعتبر، ولنمضي قدماً لـ ربما يأتي الغد بجديد فـ (أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ) ، وغداً رحلة جديدة ، وغداً نبحر في محاولة دؤوبة للبحث عن الذات.

(بناء افتراضي)

كناتج طبيعي لأي رحلة تتسم ملامحها بالغموض ، وغايتها بالمجهول، اليأس الذي بدأ ينسج أشراكه في مراسم القلوب المتلهفة يوماً بعد يوم لاكتشاف المزيد ، في تلك الذات التي لا دليل يقودنا لها إلا ذواتنا الشقية وراء البحث عنها..!



في رحلة ثالثة – ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة على الأقل الآن فقط – حيث شمرت عن ساعديها وتأهبت جيداً وبدأت في رسم معالم ذاك العالم الافتراضي الذي لا وجود فيه لحدود المسافات ولا لروابط الكلمات ولا لتدوين الذكريات ، ببساطة لأن هذا العالم وحي من خيال ، لا نتبع فيه سوى قانون الذات ، تقودنا أحياناً ضحكات خلف الآهات ، تأبى الرضوخ لما هو دون الطموحات ، عالم لا نحتاج فيه للتزيين فهو ببساطة مناص للحسنات ، ولا مكان فيه لإبداء السيئات ، عالم افتراضي ، افترضنا فيه وجود ما نريد ، وبين هذا وذاك وعلى غفلة كانت من نصيبنا صفعة الأيام ، توقظ الغافل من سبات الأحلام ،فهل تلك التي ظننت وجودها في أروقة الطرقات ، ويتراشق همس نحيبها الكلمات ، وتناورها أرواح وشهقات ، وسعي دؤوب و نبش في ثرى الآهات، تختبئ حقاً خلف المسميات؟! ،أم أن غياب العقل غيّب المسلمات؟! ، ومازالت حدود الإدراك لم تعيّ أنه لا وجود لها بين الطيّات ، ولا في تلك اللفائف أو الصفحات ، هي كتاب مفتوح قرأت أسطره تلك العثرات ، وكل إشراقة صبح كانت لكِ تلك التي أسميتها "الذات"…!



( إدراك ، عقل ، قلب ، مسلمات ، مشاعر ، عبرات ، ذكريات ) تلك كانت مجرد " كلمات" ، سعت كثيراً لإيجاد الرابط بينها بشتى المحاولات ،ومحاولة جادة لكشف الحقيقة من بين الزيف والترهات .. ولكن هل تصل الحقيقة بين العالمين ؟! بين عالم تعايشت فيه أرواحنا ونبضت فيه سويدات القلوب ،هناك حيث وجدنا ما نريد لأنه ببساطه ما صنعته أيدينا و أدارة عجلته مخيلتنا ،و دون انتظار للتصفيق و الهتافات ، وحين قلنا نحن كذا وكذا دون شهادات ودلائل إثبات ….


وبين آخر كانت الأقدار هي الشراع والرياح والمجداف ، ونحن لم نكن سوى " ركاب" نعم ..! لم نكن سوى ركاب سفينة ذاك العالم ، وتمر لحظات التناقض لتهز فينا الكثير ، الكثير مما واريناه خلف القلوب في ركن صغير أمام شرفة غابرة تنتظر بارقة ضوء للغد ..

لحظات نضعف أمامها فنجد أنفسنا بعد أن نعتنا أنفسنا بالأقوياء الشدائد ذوي القلوب الحاجرة التي لا تخاف المستحيل ، بالضعفاء المتخاذلين عند لحظات الحقيقة لا لحظات الخيال المبهم والسيـَّر المتعجرفة ، والتزيّف ، والتصنع لتحقيق ذواتنا ..! الغريب في الأمر أن جميع سكان هذهِ الأرض بين هاذين العالمين ، فهل نعيش جميعاً ازدواجاً في شخصياتنا ؟!! أم أنه من الطبيعي أن نسير دوماً عن مفارق الطرق ؟

سؤال كتبته على شاطئ رحلتها الثالثة بعد أن حزمت أمتعتها ، لتعود حين تعود، وتجد الجواب ، فهل يحمل أحد جواباً على سؤالها ؟…جلست هنالك خلف التلةِ الصفراء..!.. الخوف يقتلها ، والشوق يحدوها ، يتراءى لها لوحة وهْمية ،مرسومة بحبر أسود ..
 ا..لا..لا إن الأسطر خفية ، لا مَعالم لها ، تكاد تشبه لوحة ضبابية ، أو أخرى تميل لـمرسومةٍ فنية..
جلست هناك ..فـأطرقت في الذهن شاردة .تتساءل في حيرةِ المغلوب ، في حيرةِ الواهن .. أوا تكمل المسير ؟!، أم
أن الطريق طَـال بـَلا جدوى وأنّ الحَنين فاض على أكفهِ فصار كاهلاً على أعناق حامليه ، طريق البحث طويل بلا 
جدوى ، فـدّب الملل في أوصالها حتى كادت تسرق لحظاتٍ من غيرها بلا حق ..! -ومن هنا بدأت الرحلة-، 
فبدأت رحلتها الوهمية بنسيج لسراب (كان)..!بدأت من حيث لم يكن لأحد سلطةٌ على مشاعره .. بدأت حيث لم يكن بيدها أن تنتشله من بين أحضان الأخرى – 

الضحية – ، هي لم ترغب في الأذية ولم تتعمد الخيانة ،فـكانت من النظرةّ الأولى حين أطرقت في حيرة 
المذهول ..فزواجه حان .. وكل هذهِ أوهام أوهام . إذاً أكانت البداية (منها ) أم (منه)؟… لا يهم ..فتفاصيل كهذه لم 
تعد تهم أحداً …! هي أحبته وظنّت أن فيهِ ستجد ذاتها ..ستجد ضالتها …ستجدها..!
كم كان مقنعاً ! كم كان ينسج لها الأوهام ويسْدلها خيطاً خيطاً ليصنع ثوباً من “ العشق ” خلف أسوار “ الكذب” ، 
وثقت بكل الأحرف النكرّاء التي صُنِعت لها بكل الأقنعة السوداء ، فقناع يضحك ، إلى قناع يبكي ، فقناع يحن ، وقناع 
بتألم ، فقناع بشعر بوحدة في غربةِ الاشتياق ، حتى قناع من أحرف مسروقة من نجمات الفؤاد … وكلها أقنعة .. !
هل كانت بكل هذهِ الحماقة والسذاجة لأن تُسمله المقاليد كلها ؟!
معلنة بأن قلبها اليوم هو الصواب وبما أن العقل فشل في رحلةِ البحث عن الذات ، فحان للقلب أن يستلم القيادة 
بكل حريةٍ وسيادة ..! 
“احذري” ….كانت أول رسالة تتلقاها ولم تلقي لها بالاً ، 

“لن أخاف اليوم ، فما أشعر بهِ يدب في أوصالي لم أشعر بهِ آنفاً ، هو مختلف باختلاف الكون وتفاصيله ، مختلف جداً … “
هكذا هو الرد مع كل من يحاول ردعها ..
“ الاختيار لكِ في أن تبحثي عن ذات موجودة في أوصالك في غير مكانها ..لأنك لم تتريثي ولم تلبثي أن سلمتي زمام الأمور لغير أهلها.” 
“ لا يهم ،” في تردد وحيرة ، في خوف وذهول ، ودقات القلب في تسارع وأصوات لأبواب توصد بسرعه جنونية ،
وأصوات لصراخ نساء ..لا لا لا هذا صوت امرأةٍ واحدة .. صوت بكاء ..صوت نحيب ، أسمعه بوضوح ، يكاد يخترق صدري  
ويخنقني ، فيمنع عني الهواء ، ويغيب في الأصداء .. 
“لا يهم” ربما كان وهماً كتلك الأوهام .. فذاك الحب ما عرف سوى أن يكتب في سطور السراب بأقلام السراب 
،ولكني مازلت أسمع صوت بكائها .. أعرف هذا الصوت جيداً إنه صوتها .. صوت تلك المرأة التي سرقت منها لحظاتها ا
لجميلة …

“ليس ذنبي أنا” … “ لا بل ذنبك “ .. " أذنب قلبي إذا..! “ … “ لا حق لكِ اليوم أن تبحثي عن ذاتك في غير ذاتك “ 
“ لم يكن لي سلطة على ذاك القلب اللعين” …” كل الأعذار واهية .. واهية … المرأة في مجتمعنا هي المذنبة 
الأولى .. المذنبة الأخيرة … والمذنبة بينهما “ 
“إذا أنا المخطئة ، والمخطئة فقط ..” …”هل عندك شك بأن الخطأ منك وفيك ولكِ “ .
لماذا كان يجب عليها أن تتحمل ذنب السرقة كله ..دون غيرها ، كان شريكها فسرق نفسها ومضى..صبراً .. لم 
يمضي في سكوت ، لا..لا لقد أحدث من الضجة ما أدمى الفؤاد .. فطمر الوهم للواقع .. ولكن بكل جحود بكل 
قسوة .. بلا أسف .
ليأتي متأخراً جداً ..ليقول .. عذراً …عذراً .. عذراً أنا… فـ لا عذر اليوم لمعتذر .. 
“فلا تنهكوا أنفسكم بكتابة رسائل لن تقرأ ، فقد تعلمت الجفاء .. تعلمت كيف أطمر الحنين كيف أقتله كيف أجعله  
لوعةِ الانتقامـ وفقط “
“ هكذا تحكي السطور .. و هذهِ هي نهاية رسالتي … رحلتي هنا انتهت على ضفاف العناء .. في قصتي هذه .. 
سأغلق الدفاتر كلها .. فلم يعد هناك متسع للعتاب .. فلم يعد هناك متسع إلا لذاكرةِ النسيان .. سأترك لكم 
العبرة ..ولذاتي الذكرى .. سأترك لها درساً لن تنساه .. 
هكذا انتهت حروفي وانتهت لوعتي ، وبقى في الوجدان غضب قاتل ببقاء أنفاسي في حياتي هذه ..”








خلص الكلام!


تداهمني رائحة الشتاء.. فأداري قلبي كي لا تمسه نسمة باردة، فتكشف عن سره.

أخاف من الشتاء.. يجردني من قدرتي على المقاومة.. ويتركني في عراء الذكريات
وكأنه حارس الليل الذي يراقبك من بعد، يعرف سرك الذي تجتهد في النهار في مداراته عن عيون البشر.
يفاجأك في الظلام.. مشهرا في وجهك الدليل على فعلتك فلا تملك سوى أن تهرب منه.. تختبيء تحت أغطيتك، ترفع صوت الموسيقى.. تغمض عينيك بقوة، وتحاول أن تنسى....
ظننت أني بلغت عمراً اعرف فيه بدقة ما يمتعني وما يؤذيني، ولم يكن ذلك صحيحاً. افتراضاتنا حيال أنفسنا تتشعب كلما كبرنا حتى يصبح اليقين شائكاً وبعيد المنال.
---
أشعر بأني موشكة على انكسار قريب و سأنزلق قريباً في الشفقة علي الذات. سأكون فيها أنا الكسير وأنا الذي يربت كتف نفسه. مرت بي هذه الحالة الملعونة آلاف المرات وفي كل مرة أدلف إليها من باب مختلف.

نرتكب الأخطاء تباعًا، ثم نجلس بعد ذلك في ركنِ قصي نمارس هوايتنا في لوم ذواتنا!

لا يمكن أن تكون "الكلمات" هي كل ما نستطيع "تقديمه" على الدوام!
حتى وإن كانت الكلمات توصِّل ـ على افتراض أنها تفعل أحيانًا ـ ولكن "كتفة" الإيدين هذه مزعجة أيضًا!
ماذا لو أن هذه الكلمات لا تستطيع أن تؤنس غريبًا في غربته، أو منعزلاً في عزلته، أو هي هناك هكذا أيًا كانت في تلك الحالة التي لا نرتضيها، أو لا نحبها، أو لا نفضلها على الدوام؟!
.
كيف إذًا نكسر الحواجز بغير الكلمات! ونعبر لـ "نحل" مثلاً هذه الأزمات أو تلك!
.
فكَّرت مرات، ماذا لو أرسلت لصانعي المشكلات رسالة مكتوبة بأسلوب أدبي عظيم، شرحت لهم فيها أن هذه المشكلة مشكلة، وغير إنسانية بالمرة، ولا يجب أن يكون الأمر على هذا النحو، ومن فضلك حبذا لو فعلت كذا وكذا .. المخلص فلان!
هل ستحل المشكلة على هذا النحو اليسير؟!!
ما أسهل الكلام؟!
.
ورسالة أخرى لمن هو في المشكلة، أن هوِّن عليك، الأمر يسير، يومًا فيومًا ستعتاد، أو أن القادم ربما يحمل لك في طياته ماهو أفضل، وأملأ الرسالة بعبارات التنمية البشرية، وأن كل ما لا يكسر ظهرك يقويه، ويفعل كذا وكذا .. المخلص فلان!
وما إن يقرأها حتى تشرق له الشمس، ويداعب وجهه القمر ... ويشعر أن الانتصار بدا وشيكًا، وأنها ماهي إلا "بهارات" هذه الحياة المستمرة!
.
في الواقع نحن لا "مشاكل" عندنا إطلاقًا، لا يوجد "مشاكل" حقيقية فعَّالة مؤثرة ذات تتابع وتسلسل، كما يحدث في الأفلام مثلاً! أو مشاكل مصيرية خطيرة كما يحدث أثناء الثورات والاعتقالات والتعذيب مثلاً، ولا مشاكل متعلقة بالأعاصير والزلازل والبراكين مثلاً ..
كل ما نملك أن نفعله في أغلب الأحوال .. أن نمد اليدين .. بشويش ..
سائلين(ياللي إنتا جنبي .. إنتا فين؟)

كنت أؤمن ان الحواجز خلقت من اجل ان نقفز فوقها و ان الجدران بنيت لكي نمر منها ، كنت اعتقد انني خفيm و ان مرورري عبر الجدران لن يترك بي اي خدوش ، و لم الاحظ ان هناك من يمر بعدي ، كنت اظن انني امر دون ان اهدم من الجدار شئ ، و لكن عندما المتني عظامي نظرت للخلف ، كل هذه الجدران لا يعرف احد من هدمها هم يمرون فقط ، اردت ان اعتذر للجدران و لكنها رفضت ، نظرت للحواجز التي كنت اقفز من فوقها وجدت الاخرون يعبرون من اسفلها ، كنت اظن انها كلما ارتفعت كلما علت قيمة القفزة.

أنا محبطة ! أنا  لا شئ !