Sunday 17 June 2012

........ISA ........

........ISA ........



ــ " الثورة مستمرة ومكتملة ومنتصرة بإذن الله " عبارة كنت بكتبها في نهاية أغلب الاستيتس بتاعتي .. وكتير افتكروها انها ديباجة ختامية لا يفهم كاتبها معناها .. حاجة كده زي بيانات المجلس العسكري واللي بتنتهي بديباجة " والله الموفق والمستعان " .. فلما تسمعها وهم بينطقوها وبيقولوا " والله الموافاق " بفتح القاف زي عمر سليمان في بيان التنحي وزي الفنجري في بيانات المجلس العسكري .. تتأكد مباشرة انهم مش فاهمين هما بيقولوا ايه أساسا ولا معناه ايه


ــ الثورة ظاهرها ان الناس بتثور على الحاكم الظالم عشان تطالب بحقوقها .. فلما توصل لحقوقها أو لجزء من حقوقها تبقى الثورة نجحت .. ولما تفشل في ده يبقى الثورة فشلت .. يعني بيتقاس نجاح أو فشل الثورة بمقدار ما أنجزته على الارض من مكاسب .. لكن ده مش حقيقي بالمرة .. نفس الشخص من زمان كان عارف ان حقه ضايع وكنت تقعد معاه ما يبطلش شكوى .. طيب ليه محصلتش حالة الثورة دي عنده من زمان !!!؟ المشكلة أولا كانت في ظنه الخاطئ ان اللي زيه مش كتير .. وثانيا كانت المشكلة في جبنه وخوفه من انه لو نطق حيتأذى ومحدش حيدور عليه .. فقرر في النهاية وبعد صراع طويل مع النفس انه يعيش أسير للخوف .. قرر يعيش مقهور .. لان مفيش حلول تانية .. لما جت اللحظة .. وقابل كتير زيه .. اتكسرت كل القيود .. كلمة السر كانت في انه قابل اللي زيه .. واكتشف انهم كتير .. وانه مش لوحده .. تواصل معاهم .. فالكل شجع الكل .. ونطق الاخرس وثار .. لب الموضوع بيكمن في ثورة الانسان على نفسه .. على كل شئ قديم مترسخ في عقله ونفسيته واللي بسببه عاش سنين غرقان في الذاتية .. فلما تواصل مع الاخرين وشاف فيهم اللي كان بيدور عليه جوه نفسه .. قرر يثور .. على نفسه أولا .. وبالتالي على الظروف ثانيا .. كلمة السر في التواصل .. انضرب الحجر بالحجر فتولدت الشرارة


ــ ثورة رومانيا فشلت مش عشان ما حققوش مكاسب سياسية على الارض ونائب الديكتاتور هو اللي حكم .. أبدا .. تصور خاطئ بالمرة .. قدوم شفيق مش معناه فشل الثورة زي ثورة رومانيا .. لانك لو قريت في الثورة الفرنسية حتعرف ان حصل عندهم زي الثورة الرومانية بالضبط .. الموجة الاولى من الثورة فشلت في انها تحقق أي مكاسب سياسية على الارض .. مش بس كده .. ده كمان اليمين رجع وحكم عندهم تاني زي الثورة الرومانية .. الفكرة في الثورة الفرنسية كانت في الاستمرار .. عاد التواصل بين الثوار .. فانضرب الحجر بالحجر من تاني واتولدت الشرارة تاني .. وكملت الثورة طريقها .. الثوار في فرنسا ورغم عدم وجود وسائل اتصال سريعة وفعالة الا انهم تغلبوا على ده بطريقة ما فاستمرت وحققت أهدافها على المدى الطويل .. ثورة رومانيا فشلت لانها لم تستمر زي الثورة الفرنسية .. طيب ليه !!؟ .. لان الثورة الرومانية كانت من 22 سنة .. كانت " سنة 1989 " .. قبل وجود الانترنت وطرق التواصل بين الناس .. كانت في وقت مفيش فيه غير جهاز إعلامي وحيد وهو الاعلام الحكومي .. ماكانش في كاميرات في ايدين الشعب يرصد بيها كل شئ وينشره على اليوتيوب ومنه على الفيسبوك وتويتر زي دلوقتي .. قدروا وقتها يقطعوا التواصل بين الثوار .. فاللي حصل ان كل شخص ظن بالخطأ تاني وزي قبل بداية الثورة " ان الكـــــل " يأسوا .. ظن بالخطأ انه أصبح لوحده تاني .. ظن بالخطأ وفي كل مرة ينزل فيها الشارع ويتشتم من الشعب ان خلاص مفيش أمل .. انقطع التواصل بين الثوار .. فلم تستمر الثورة .. ثورة رومانيا كانت في الوقت اللي فقط الصحفي المتعين في الجرنال اللي بتشرف عليه الحكومة هو اللي يقدر يكتب ويتنشر كلامه .. ومن خلال كلامه ده يشوف الناس ان ده هو كــــــل الواقع .. ودلوقتي انتي بتقرأ كلامي هنا وتقدر تنشره زيه زي أي مقال لاي صحفي في جرنال .. شوفت اخنا دلوقتي فين وثورة رومانيا كانت فين !!؟


ــ العسكر والنظام مراهنين على فشل استمرار الثورة .. في حين ان 2012 بكل امكانيات التواصل بين الناس بتقولهم الثورة بإذن الله حتستمر .. لان 2012 وما بعدها عنوانه .. التواصل .. التواصل بين البشر .. وطالما تحقق التواصل بين البشر .. فالثورة حتستمر وحتنتصر بإذن الله


ــ إياك تحدد مدى فشل او نجاح الثورة ككل بمقدار المكاسب السياسية اللي بتتحقق على الارض أثناء مراحلها .. لان حتيجي مراحل وحيبقى في انتكاسات شديدة .. الثورة مش هدف .. الثورة هي حالة غضب مستمرة للمطالبة بالحقوق .. نجاحها في استمرارها .. لما تلاقي البشر متواصلين .. عارفين بعض .. بيتكلموا مع بعض .. اعرف ان الثورة حتستمر .. ولما تستمر .. تأكد انها منتصرة ومكتملة يوما ما بإذن الله


ــ الثورة والسعادة الحقيقية في الحياة

عبد الوهاب مطاوع كان كتب مرة زمان في مقال ليه عبارة رائعة فضلت معلقة معايا عمري كله .. كتب .. لا يسعد الانسان بالمكان .. وانما يسعد الانسان بالانسان .. لما جيت سافرت فهمت وقتها جملته على انها بتشرح قيمة معيشة الانسان وسط عيلته وأصحابه، وده لان الحياة وسط الناس دي لا تقدر بثمن .. وان مهما الانسان عاش في مكان جميل ولكن اتحرم فيه من الناس اللي بيحبهم، فللاسف عمره ما حيحس فيه بالسعادة .. عقلي وتجربتي وخبرتي وقتها ماجابتش غير لحد كده .. الثورة كشفتلي مفهوم تاني خالص لجملة مطاوع .. مفهوم عمري ما كنت ححسه ولا افهمه الا معاها .. الثورة كشفتلي ان السعادة الحقيقية في الحياة هي في اللحظات اللي بيعيشها الانسان لما بيتعرف فيها على انسان .. انسان بيشوف فيه الضمير والكرامة والحق متجسد في شخصه .. السعادة الحقيقية هي ان الانسان يحس انه مش لوحده .. انه مش غريب .. السعادة الحقيقية هي ان الواحد يتشرف بمعرفة كل هؤلاء .. وانهم يبقوا موجودين في حياته .. يقرأ كل يوم كلامهم وغضبهم وثورتهم من أجل الحق .. يشوف الضمير والحق والكرامة متجسد في كل حرف بيكتبوه .. الثورة فهمتني ان السعادة مش في ان يبقى عندنا وطن متأسس صح .. ويكون فيه مواصلات محترمة .. ورعاية صحية حقيقية .. وحياة نضيفة .. كــــــــل ده متوفر في الغرب .. ولازالوا تعبانين .. الثورة فهمتني يعني ايه يسعد الانسان بالانسان .. وهي اننا في كل يوم نتعرف على حد من شرفاء الحياة .. ويبقى موجود في محيط حياتنا .. حتى ولو كانت المعرفة دي على " بورش " الزنزانة


ــ أخيرا وليس أخرا .. شكرا لكل اللي دخلوا حياتي بالتتابع من يوم 25 يناير وخلوني أبقى عايش بجد .. شكرا لكل اللي خلوني أنطق .. شكرا لكل اللي خلوني ابقى بني أدم .. ولهم أقول : مش مطلوب منكم غير انكم تفضلوا على تواصل عشان الثورة تستمر وتنجح .. الثورة نجاحها في استمرارها .. واستمرارها في تواصلكم .. اجمدوا يا أصدقاء الضمير .. اجمدوا يا رفقاء الطريق .. الثورة مستمرة ومكتملة ومنتصر بإذن الله

" فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله "