Saturday 17 November 2012

و هكذا تنتهي القصة يا طفلتي !





وهكذا تنتهى القصة يا طفلتى .. 
تنتهى من حيث لا تدرين أنت نفسك .. فنحن فى بلاد العجائب .. حيث أليس تقع فى جحر الأرنب .. ولا تعرف أن جحر الأرنب أعمق مما يتصور أى إنسان ..
ستقعين أيضاً .. الفارق أن أليس ستنجو وستعود .. أما أنت فلن تعودى أبداً ... لن تعودى لأمك التى سيصلها الآن خبر دماءك التى سالت .. وسيصل لصديقة أمك أن أطفالها كلهم ماتوا .. كلهم .. سيدخل الداعى السعيد الآن ليخبرها فى أسى روتينى أن " أولادك يا حجة ماتوا .. التلاتة " .. ستجن المرأة طبعاً .. وستتسائل فى ذهول " التلاتة .. مفيش ولا واحد طلع من الحادثة سليم ؟! .. التلاتة ؟! " ..
لا تحاولى أن تتخيلى الموقف .. لن يمكنك ذلك أبداً ...

هكذا سيمر الأمر يا صغيرتى .. سيقال مسئول وسيعين مسئول .. يحيا الملك .. يموت الملك ... ثمنك فى سوق نخاسة الدولة الحديثة أربعة آلاف جنيه .. 4000 فقط .. يحيا الملك .. يموت الملك .. سيشكلون لجنة تقصى من خيرة الأبطال الخارقين على الأرض وستأتى بحقك يا صغيرتى .. يحيا الملك .. يموت الملك .. ستنحر النخبة فى بعضها البعض .. الرئيس جيد ومعذور .. الرئيس سئ .. يحيا الملك .. يموت الملك .. سيتاجر الإعلام بروحك الطاهرة النقية الليلة وكل ليلة .. يحيا الملك .. يموت الملك .. حتى تأتى حادثة أخرى وروح أخرى طازجة أكثر من روحك .. يحيا الملك .. يموت الملك ..

هكذا سيمر الأمر يا صغيرتى .. سيكتب أحدهم مثلى كلمات عنك .. وسيذهب الأغلب لرؤية المباراة الليلة .. هناك مباراة الليلة يا صغيرتى .. وهى أهم منك ألف مرة .. يحيا الملك .. يموت الملك .. سيكون هناك التراشق المعتاد يا حبيبتى .. مبرراتية وثوريين .. إسلاميين وليبراليين .. يحيا الملك .. يموت الملك .. سنغير صوراً وأغطية وسنستنكر بقسوة وشدة وسندين .. لأن الملك لا يموت فى بلادنا .. فى أنفسنا ... لا يموت أبداً .

لــ هيثم محمد قطب

1 comment: